أسعار الذهب ترتفع عالميًا مع تزايد التوقعات بانتهاء الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة

واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتسجل مكاسب متتالية لليوم الرابع على التوالي، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الشهر المقبل.

هذا الزخم في السوق العالمية يعكس عودة المستثمرين إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، خصوصًا في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة، وخلال التداولات الفورية، ارتفع سعر الأونصة إلى نحو 4142.70 دولار بزيادة 0.4% بحلول الساعة 00:12 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامست أمس أعلى مستوى لها منذ 23 أكتوبر الماضي.

تأثير أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي على أسواق الذهب

جاءت موجة الارتفاع الأخيرة في أسعار الذهب تزامنًا مع التطورات السياسية في الولايات المتحدة، حيث وافق مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا على اتفاق مؤقت لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.

هذه التسوية المؤقتة أعادت الأمل في استقرار الوضع الاقتصادي بعد أسابيع من الشلل الإداري الذي تسبب في تعطيل المساعدات الاجتماعية وحرمان مئات الآلاف من موظفي الحكومة من رواتبهم.

ويتوقع أن يصوّت مجلس النواب الأمريكي على الاتفاق ذاته خلال ساعات، تمهيدًا لإرساله إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاعتماده رسميًا، ومع تحسن الأوضاع تدريجيًا، بدأ المستثمرون في المراهنة على سياسة نقدية أكثر مرونة من قبل البنك المركزي لدعم الاقتصاد الأمريكي المتباطئ.

التوقعات بخفض الفائدة تعزز جاذبية الذهب

تشير أحدث بيانات منصة فيد ووتش التابعة لمجموعة “CME” إلى أن أكثر من 68% من المتعاملين في الأسواق المالية يتوقعون خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم.

هذه التوقعات ساهمت في رفع شهية المستثمرين نحو الذهب الذي يستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة لكونه أصلًا لا يدر عائدًا لكنه يحتفظ بقيمته على المدى الطويل.

وفي المقابل واصل الدولار الأمريكي خسائره للجلسة الخامسة على التوالي، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، فالهبوط المستمر في قيمة الدولار يرفع تلقائيًا من الطلب على المعدن الأصفر ويزيد من قيمته في الأسواق العالمية.

تصريحات الفيدرالي الأمريكي تزيد من تفاؤل الأسواق

من جانبه، صرّح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قد يكون خيار مناسب خلال ديسمبر المقبل، مشيرًا إلى التراجع الواضح في معدلات التضخم وارتفاع نسب البطالة مؤخرًا.

هذه التصريحات زادت من احتمالات التيسير النقدي، وهو ما يفسّر الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

لم يكن الذهب وحده المستفيد من حالة التفاؤل العالمية، إذ شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة.

فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 51.29 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنفس النسبة ليسجل 1583.10 دولار، أما البلاديوم فقد حافظ على استقراره عند مستوى 443.56 دولار للأونصة دون تغيير يُذكر.