«احتفالات مميزة تضيء يوم الوطن» العراقيون يستعدون للاحتفال بالعيد الوطني 2025

يُعتبر الثالث من تشرين الأول من كل عام يوماً استثنائياً في تاريخ العراق الحديث، إذ يُحتفى فيه بالعيد الوطني العراقي، الذي يُجسد ذكرى انضمام العراق إلى عصبة الأمم عام 1932، ليصبح بذلك دولة ذات سيادة كاملة وعضواً معترفاً به في المجتمع الدولي، وقد مضت ثلاثة وتسعون عاماً على هذا الحدث التاريخي الذي أرسى دعائم الاستقلال السياسي ورسّخ الهوية الوطنية.
استقلال العراق وبداية مرحلة جديدة
كان يوم الثالث من تشرين الأول عام 1932 منعطفاً مفصلياً في مسيرة العراق، إذ أعلن رسمياً عن انتهاء الانتداب البريطاني، ليفتح الباب أمام العراقيين لبناء دولتهم الحديثة وفق مؤسسات وسيادة وطنية مستقلة، وقد مثّل هذا الحدث بداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعراق، حيث أصبح الشعب مسؤولاً عن صياغة مستقبله بعيداً عن الوصاية الأجنبية.
رمزية العيد الوطني
يحمل العيد الوطني العراقي معاني عميقة في وجدان المواطنين، فهو ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو رمز للوحدة والسيادة والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتحرص الدولة في هذه المناسبة على تنظيم فعاليات واحتفالات رسمية وشعبية تعكس الانتماء والفخر بالتاريخ الوطني، كما تتزين المدن بالأعلام العراقية وتُقام العروض العسكرية والثقافية، إحياءً لقيم التضحية والفداء التي صنعها الأجداد.
العراق بين الماضي والحاضر
مع مرور 93 عاماً على ذلك اليوم التاريخي، يقف العراقيون اليوم ليستذكروا تضحيات الرواد الذين مهدوا الطريق نحو الاستقلال، ورغم التحديات التي مر بها العراق خلال العقود الماضية، فإن العيد الوطني يظل مناسبة للتأكيد على وحدة الصف وتغليب المصلحة العليا، والسعي نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
رؤية نحو المستقبل
إن الاحتفال بالعيد الوطني في ذكراه الثالثة والتسعين يمثل فرصة لتعزيز الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة، كما يُعد دعوة للجيل الجديد من العراقيين للمشاركة الفاعلة في بناء وطنهم، انطلاقاً من الدروس التاريخية التي تؤكد أن السيادة لا تُصان إلا بالوحدة والعمل المشترك، ويبقى الثالث من تشرين الأول يوماً خالداً في سجل التاريخ العراقي، فهو يوم الاستقلال والسيادة، ويوم الذاكرة الوطنية التي تُذكِّر الأجيال المتعاقبة بما قدمه الأسلاف من تضحيات في سبيل الحرية، وفي الذكرى الثالثة والتسعين، يتجدد الأمل بأن يظل العراق موحداً وقادراً على مواكبة تطلعات شعبه نحو مستقبل آمن ومشرق.