المبشرات بالجنة.. أم زفر رضي الله عنها -القناص الاخباري

نعرض لكم زوار موقع القناص الاخباري أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المبشرات بالجنة.. أم زفر رضي الله عنها 2025-06-20 17:52:00
ثبت بالنص الصريح تبشير بعض النساء بالجنة. ومنهنَّ: أم زفر رضي الله عنها “المرأة السوداء التي كانت تُصرع”.. قال عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحي قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسي: “أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَي. قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ. وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ. فَادْعُ اللهَ لِي. قَالَ:پإِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ. وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ. فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ. فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا النبي صلي الله عليه وسلم”.. فحقق الله رجاءها. فكانت نوبة الصرع لا تنتابها إلا وهي نائمة متمكنة. فلا تتكشَّف.
إنها الصحابية الجليلة سُعَيْرَة الأسدية. من الحبشة. عرفت بأم زُفَر -رضي الله عنها-. كانت ترعي حق اللَّه في نفسها. وتحرص علي تعاليم دينها. ومع أنها كانت مريضة بالصرع فإنها لم تيأس أبدا من رحمة اللَّه -سبحانه وتعالي -. فهي تصبر علي ما أصابها وتعلم أن ذلك من عزم الأمور. وأنه ما من شيء يُبْتَلي به المؤمن الصابر إلا كان في ميزان حسناته يوم القيامة. وفي ابتلاء اللَّه للإنسان حكمة عظيمة يريد اللَّه بها تنقيته من الذنوب.
لذا آثرت الآخرة علي الدنيا» لأن ما عند اللَّه خير وأبقي. حين خُـيِّرت بين الدعاء لها بالشفاء وبين الجنة» فاختارت الجنة. ولكنها طلبت من رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا تتكشف» لأنها ربيت في مدرسة العفة والطهارة» مدرسة الرسول صلي الله عليه وسلم. وراعت حق اللَّه -تبارك وتعالي- حين قال: “وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنَّ”.
فالصَّبرُ ضِياءى يُضيءُ للإنسانِ الظُّلماتِ. ويُهوِّن عليه الشَّدائدَ والكُرباتِ. ويَهدِيه سَبيلَ الحَقِّ. ويُيسِّرُ له الطَّريقَ إلي الجنَّةَ. ومِن ثمَّ فهو مِن أهمِّ الأخلاقِ الَّتي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يتَّصِفَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسي رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً سَوداءَ -قيل اسمُها: سعيرةُ الأَسديَّةُ. وقيل شقيرة- كانتْ مُصابةً بِداءِ الصَّرَعِ -وهو مَرَضى في الجِهازِ العَصَبيِّ تَصحَبُه غَيبوبةى في العَضَلاتِ- فأتتِ النَّبيَّ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم تَشْكو مَرضَها وحالَها. وأنَّها عندَ إصابتِها بنَوْبةِ الصَّرعِ تَتكشَّفُ. فيَظهَرُ جَسدُها. وطلَبَتْ منه صلَّي اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَدْعوَ لها بالشّفاءِ مِن مَرَضِها هذا. فخيَّرَها النَّبيُّ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم بيْن أنْ تَصبِرَ ويكونَ جَزاؤها الجنَّةَ. وبيْن أنْ يَدْعوَ لها فيَذهَبَ عنها المرضُ. فاختارتِ الصَّبْرَ علي المرضِ رَجاءَ الجنَّة. ولكنَّها طلَبتْ منه صلَّي اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَدْعوَ لها ألَّا تَتكشَّفَ» حِفاظًا علي جَسدِها وعَورتِها من الظُّهورِ أمامَ النَّاس وهي لا تدري. فدَعا لها النَّبيُّ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم ألَّا تَتكشَّفَ أثناءَ صَرَعِها.
وأخبر عطاءُ بنُ أبي رباحي أنَّه رأي هذه المرأةَ. وكُنيتُها أُمُّ زُفَرَ. وكانت امرأةً طويلةً سَوداءَ البَشَرةِ. رآها حالَ كَونِها جالِسةً مُعتَمِدةً علي سِترِ الكَعبةِ. وقيل: كانت إذا خَشِيَت أن يأتيَها الصَّرعُ تأتي أستارَ الكَعبةِ فتتعَلَّقُ بها. وقيل: إنَّ أُمَّ زُفَرَ هذه امرأةى أُخري غيرُ المرأةِ المذكورةِ في الحَديثِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فضْلِ الصَّابرينَ علي البلاءِ والمرَض. وجَزاءِ اللهِ الذي يَنتظِرُهم مُقابلَ صَبْرِهم واحتسابِهم. وأنَّ الصَّبرَ علي البلاء يُورِثُ الجنَّةَ.
وفيه: أنَّ الأخذَ بالشِّدَّةِ أفضَلُ مِنَ الأخذِ بالرُّخصةِ لِمن عَلِمَ مِن نَفْسِه أنَّه يُطيقُ الشِّدَّةَ. ولا يَضعُفُ عن التِزامِها.
وفيه: عِفَّةُ نِساءِ السَّلَفِ الصَّالحِ. وحِرصُهنَّ علي السَّترِ.