الهيئة العامة للاستثمار تدرس استعداد القطاع الخاص لتطبيق تعديلات حدود الكربون الأوروبية
استضافت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة مؤتمر “الاستدامة البيئية والصادرات المصرية: نحو اقتصاد منخفض الكربون”، وشارك فيه مجموعة من المسؤولين البارزين، منهم الدكتورة داليا الهواري، نائب الرئيس التنفيذي للهيئة، ومجدي النبراوي، رئيس قطاع تنمية الأعمال، والدكتورة أحلام فاروق، رئيس الإدارة المركزية لحماية وتحسين الصناعة والطاقة في جهاز شؤون البيئة، والمهندسة إكرام سعيد، رئيس وحدة الأداء البيئي بالهيئة العامة للمواصفات والجودة.
خلال المؤتمر، قدّمت الدكتورة داليا الهواري رؤية الحكومة المصرية لتعزيز الاقتصاد الأخضر وزيادة مساهمته في الناتج المحلي إلى 60% من إجمالي الاستثمارات العامة بحلول عام 2026/2027. وأشارت أيضًا إلى أهمية استكمال خطة الاستثمار المناخي، التي تم الإعلان عنها في مؤتمر COP27، بهدف جذب التمويل المناخي من صناديق الاستثمار الأخضر، وخاصة في القطاعات ذات الأولوية.
وفي سياق دعم الاستدامة، فعّلت الهيئة العامة للاستثمار مواد قانون الاستثمار التي تشجع على الاستثمار في المشاريع المستدامة. حيث توفر الحوافز للمشروعات المعنية بتوفير الطاقة، والتوجه نحو الطاقات المتجددة، وتقليل انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى تشجيع الشركات على تبني برامج المسؤولية المجتمعية.
وأكّدت الدكتورة الهواري على ضرورة استعداد الشركات المصرية للامتثال للمعايير البيئية الدولية، من أجل الحفاظ على تنافسية الصادرات المصرية. وأشارت إلى آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي سيبدأ الاتحاد الأوروبي تطبيقها في يناير 2026، والتي تهدف إلى فرض سعر عادل على الكربون لتحفيز الإنتاج الأنظف. ورغم أن حوالي 20% من صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي قد تتأثر بهذه الآلية، فإنها تمثل في ذات الوقت فرصة لتعزيز التصنيع المستدام وصادرات تنافسية عالمياً.
واختتمت الدكتورة الهواري بتأكيد على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز تنافسية الصادرات. حيث لا يعد دمج معايير الاستدامة في استراتيجيات الأعمال التزاماً بيئياً فحسب، بل أصبح ركيزة أساسية لتعزيز النمو الاقتصادي وقدرة الاقتصاد المصري على التنافس، مشددة على التزام الهيئة العامة للاستثمار بدعم الشركات والمستثمرين في اعتماد الممارسات المستدامة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للاستثمار الأخضر.
