تزن 51969 طنًا.. تفاصيل تعامل قناة السويس مع جنوح سفينة صينية ثقيلة

تعاملت قناة السويس بمهارة لافتة مع حادثة جنوح لسفينة الشحن الثقيلة الصينية “ريد زيد وان”، التي يبلغ وزنها الإجمالي ٥١٩٦٩ طنًا.
ووفقًا لمجلة “مارين تايم إكزيكتيف” المتخصصة في شؤون الشحن البحري، وقعت الحادثة أثناء عبور السفينة ضمن قافلة متجهة جنوبًا نحو البحر الأحمر.
وكانت السفينة، التي تديرها شركة كوسكو للشحن الصينية ومسجلة في ليبيريا، قد تعرضت لعطل فني مفاجئ في نظام التوجيه عند الكيلومتر ٤٥ بالقرب من محطة العبارات في القنطرة.
وذكرت المجلة أن هذا العطل أدى إلى انحراف السفينة عن مسارها الملاحي، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من هيئة قناة السويس.
وبفضل مهارة المرشدين المصريين على متن السفينة، تم تجنب اصطدام مباشر بمحطة العبارات، لكن السفينة تسببت في احتكاك جانبي بالمحطة قبل أن تستقر على اليابس واستجابت هيئة القناة بسرعة، حيث أرسلت ثلاث قاطرات بحرية لتثبيت السفينة، مما سمح بإعادة فتح الممر الملاحي في غضون ساعة تقريبًا.
الحادث لم يتسبب في إصابات أو أضرار بيئية كبيرة، لكنه أثار الانتباه إلى أهمية الاستعداد للطوارئ في أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
تفاصيل الحادث
السفينة ريد زيد الأولى، التي يبلغ طولها ٢١٧ مترًا (٧١٢ قدمًا)، كانت في رحلة من ميناء روتردام في هولندا إلى ميناء بورتسودان في السودان.
كانت السفينة، التي بُنيت عام ٢٠١٥، تسير بدون حمولة، مما خفف من حدة الحادث وقلل من مخاطر التسرب البيئي.
ومع ذلك، عندما تعطل نظام التوجيه عند الكيلومتر ٤٥، بدأت السفينة في الانحراف نحو الجانب الشرقي للقناة، مما هدد محطة العبارات في القنطرة.
ووفقًا لهيئة قناة السويس، لاحظت محطة التحكم الملاحي في القنطرة أن السفينة في حالة طوارئ، وأصدرت تحذيرات فورية.
تم إخلاء ركاب محطة العبارات بسرعة من قبل طاقم المحطة، مما منع وقوع إصابات. المرشد المصري على متن السفينة عمل على السيطرة على حركتها، لكنه لم يتمكن من منع احتكاك جانبي بالمحطة، حيث مرت السفينة موازية للمحطة قبل جنوحها وهذا الاحتكاك تسبب في ثقب صغير في مقدمة السفينة فوق خط الماء، دون أن يؤثر على سلامتها الهيكلية.
استجابت هيئة القناة بإرسال ثلاث قاطرات بحرية، وهي مصر الجديدة ومساعد ٤ وسويس ١، التي عملت على مساعدة السفينة على العودة إلى مسارها بعد حوالي ساعة، وتمكن طاقم السفينة من إصلاح نظام التوجيه بمساعدة القاطرات، مما سمح بسحب السفينة إلى منتصف القناة.
تم نقلها لاحقًا إلى البحيرات المرة الكبرى، حيث رست لإجراء إصلاحات إضافية. الفحوصات أكدت أن الثقب في المقدمة لا يشكل خطرًا، وسُمح للسفينة باستكمال رحلتها بعد يومين.
وأبرزت المجلة دور المرشد المصري الذي كان حاسمًا. وذكرت أن المرشدين في قناة السويس هم خبراء ملاحة مدربون على التعامل مع الظروف الصعبة في القناة، التي تُعد من أضيق الممرات الملاحية في العالم.
فقد تمكن المرشدون من تقليل الانحراف وتجنب اصطدام مباشر، مما ساعد على احتواء الحادث بسرعة ومنع تكرار سيناريو مثل حادث إيفر جيفن في ٢٠٢١.
وأشارت هيئة قناة السويس إلى أن حركة الملاحة عادت إلى طبيعتها في غضون ساعة. وواصلت السفن الأخرى في القافلة المتجهة جنوبًا، بما في ذلك سفينة الحاويات الفرنسية سي إم إيه سي جي إم جول فيرن (بسعة ١٦٠٠٠ حاوية)، عبورها دون تأخير كبير.
كما عبرت سفينة سي إم إيه سي جي إم أدونيس (١٥٠٠٠ حاوية) في القافلة المتجهة شمالًا في نفس اليوم، مما يعكس عودة شركة “سي إم إيه سي جي إم” لاستخدام القناة بعد توقف منذ مارس ٢٠٢٤ بسبب هجمات الحوثيين.
وأشادت المجلة بجهود طاقم محطة القنطرة، الذي نفذ إخلاءً سريعًا لركاب العبارات، وبمهارة المرشدين والقاطرات. كما أعلنت الهيئة عن تحقيق مشترك مع كوسكو للشحن لتحديد أسباب عطل نظام التوجيه، مع التركيز على تحسين فحص السفن قبل دخولها القناة.
الهيئة أكدت أن الحادث لم يؤثر على سمعتها كممر ملاحي آمن، بل عزز ثقة شركات الشحن في قدراتها.
وتُعد قناة السويس شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث تمر عبرها ١٢-١٥٪ من التجارة العالمية و٣٠٪ من حركة الحاويات، بقيمة بضائع سنوية تتجاوز تريليون دولار.