شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بكلمة افتراضية في افتتاح المؤتمر الدولي السنوي لمعهد التخطيط القومي لعام 2025، الذي يحمل عنوان “الابتكار والتنمية المستدامة”. تم تنظيم المؤتمر بالشراكة مع كلية الشئون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، بحضور الدكتور أشرف العربي، رئيس المعهد، ومجموعة من صانعي السياسات والقرار، بالإضافة إلى خبراء وأكاديميين من مختلف الوزارات والهيئات المصرية.
شاركت الوزيرة شكرها لمعهد التخطيط القومي على جهوده المستمرة في دعم التخطيط الاستراتيجي وبناء الكوادر الوطنية، ولجامعة كولومبيا على إسهاماتها القيمة في النقاش حول دمج الابتكار في خطط التنمية المستدامة.
أشارت المشاط إلى أن الابتكار أصبح ضرورة ملحة لتحقيق تنمية شاملة في ظل المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم. وأكدت على أهمية بناء مؤسسات فعالة تتبنى استراتيجيات ابتكارية قادرة على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص. وأوضحت أن تقرير البنك الدولي حول “فخ الدخل المتوسط” يشير إلى أن العديد من الدول تواجه صعوبات في تحقيق النمو بسبب عدم التوازن بين تشجيع الابتكار واستقرار الاقتصاد.
وحول الفجوة التمويلية المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تُقدر بنحو 4 تريليونات دولار سنويًا حسب تقديرات الأمم المتحدة لعام 2024، أكدت المشاط على أهمية استخدام التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، كأداة للمساهمة في تقليل الفجوة من خلال تحليل التحديات التنموية المعقدة وتحسين كفاءة العمل التنموي.
كما استعرضت الوزيرة جهود الحكومة المصرية في تعزيز الابتكار كعنصر رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال التعاون مع مختلف الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص، والأوساط الأكاديمية، ومنظمات التنمية. وذكرت أن مصر تعمل على وضع الابتكار في صميم رؤيتها التنموية، من خلال تشجيع الاستثمارات في البحث العلمي ومراكز الفكر، وتعزيز التحول الرقمي والشركات الناشئة.
وقد أوضحت أن محفظة التمويل التنموي لوزارة التخطيط تتضمن أكثر من 32 مشروعًا في مجالات الابتكار وريادة الأعمال بقيمة إجمالية تصل إلى مليار دولار، مما يساهم في تحقيق 13 من أهداف التنمية المستدامة.
ناقشت وزيرة التخطيط أيضًا دور المجموعة الوزارية لريادة الأعمال في تحفيز الشركات الناشئة على تعزيز الابتكار في التنمية. كما أكدت على أهمية نشر ثقافة الابتكار داخل الحكومة، من خلال جائزة مصر للتميز الحكومي التي تهدف إلى رفع كفاءة العاملين في القطاع العام.
اختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي والتنموي لبناء مستقبل أكثر مرونة وابتكارًا، مشيرة إلى أهمية النقاشات التي ستعقد على مدار يومين للخروج بتوصيات قيمة تعزز الحوار حول دور الابتكار في دفع عجلة التنمية المستدامة.
