في أمسيةٍ كرويةٍ لا تُنسى، أعاد الفرنسي إدواردو كامافينجا رسم ملامح الإبداع في كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، بعد أن قدّم عرضًا استثنائيًا كشف عن ولادة فكرٍ تكتيكي جديد في “البرنابيو” بقيادة تشابي ألونسو. لم يكن الانتصار مجرد ثلاث نقاط، بل إعلانًا عن ثورةٍ كروية هادئة يقودها جيل شاب يؤمن بالعقل، المرونة، والابتكار داخل المستطيل الأخضر. وبينما تسلّط الأضواء عادة على الهدافين، كان كامافينجا هو العنوان الأبرز، لاعبٌ أعاد تعريف أدوار الوسط، وجعل من كل لمسةٍ كرةً تحمل معنى التطور في مدرسة ريال مدريد الحديثة.
إبداعات كامافينجا في الملعب
قدّم اللاعب الفرنسي مباراةً استثنائية، وكان أحد الأسباب الرئيسية في فوز ريال مدريد، مظهرًا الثورة التكتيكية الهادئة التي يقودها تشابي ألونسو في النادي الملكي، وقد صرّح ألونسو سابقًا: “نحن نبني أساسًا متينًا”، وجاء الكلاسيكو كتجسيد عملي لهذه العبارة، إذ وُلد على أرض البرنابيو فريقٌ أكثر جرأة وديناميكية، يقوده مدرب شاب يؤمن بالعقل قبل الأسماء.
مركز جديد لـ كامافينجا
أفادت صحيفة “ماركا” الإسبانية بأن تشابي ألونسو اتخذ قرارًا مفاجئًا بإشراك كامافينجا في مركز الجناح الأيمن، ليغيّر بذلك موازين الكلاسيكو، ويمنح فريقه عنصرًا تكتيكيًا غير متوقع، وردّ الفرنسي على ثقة مدربه بأداء رائع، حيث جاءت إحصائياته المميزة على النحو التالي:
| الإحصائية | القيمة |
|---|---|
| التمريرات الصحيحة | 22 من أصل 26 (85%) |
| المراوغات الناجحة | 3 من أصل 3 |
| المواجهات الفردية | 8 من أصل 12 |
| استعادة الكرة | 3 مرات |
| خسارة الكرة | مرة واحدة |
وعقب اللقاء، نشر كامافينجا منشورًا طريفًا على حساباته الرسمية قال فيه: «مركز جديد مُتاح: جناح أيمن!» مما يعكس نجاحه في أداء دور جديد بروح مرحة، ويبرز مرونته التكتيكية وقدرته على التأقلم مع متطلبات الفريق.
سلاح ألونسو السري
منذ انضمامه إلى ريال مدريد، أثبت كامافينجا أنه لاعب يتفوق على عمره الكروي، فبفضل قدرته على التعافي السريع، وبناء اللعب، والانتقال السلس بين المراكز، أصبح عنصرًا لا غنى عنه في مشروع ألونسو الجديد، إذ يسعى المدرب لتقديم ريال مدريد بصورة أكثر حداثة وتكاملًا، تجمع بين الضغط العالي، والاستحواذ الذكي، والتحرك الدائم، دون فقدان روح النادي التاريخية، وقد عبّر ألونسو عن حماسه لعودة كامافينجا بعد الإصابة بقوله: “أنا متحمس لوجوده معنا مجددًا، إنه يملك إمكانيات هائلة ومواهب متعددة، ومن مركزه كرقم 6 يستطيع كسر خطوط الخصم، لأنه لاعب ديناميكي لا يعرف الثبات”، وعلى الرغم من الأداء المميز للفريق في الكلاسيكو، إلا أن كامافينجا كان النقطة المضيئة الأبرز، وقد لا يزال بحاجة لتطوير بعض الجوانب مثل التحكم في الانفعالات والتركيز الدفاعي، لكنه يُجسّد جوهر ريال مدريد الجديد: الذكاء، والطاقة، والتكيّف مع كل موقف.
يثبت إدواردو كامافينجا مع كل مباراة أن كرة القدم ليست فقط مهارةً أو لياقةً، بل رؤيةٌ وشخصيةٌ قادرة على تغيير مجرى الأحداث. أداءه في الكلاسيكو لم يكن مجرد تألق فردي، بل رسالة واضحة بأن ريال مدريد يسير نحو حقبة جديدة بقيادة تشابي ألونسو، عنوانها الذكاء قبل السرعة، والإبداع قبل الصدفة. وبينما يحتفل الجمهور بانتصارٍ مستحق، يبدو أن الكلاسيكو الأخير كان بداية فصلٍ جديد من فصول المجد الملكي، بطلُه لاعبٌ يعرف تمامًا كيف يصنع الفارق في كل مركزٍ يطأه.





تعليق واحد