رياضة

«بداية الأسطورة».. مفاجأة غير متوقعة في أول مواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة قبل 123 عاماً!

في 13 مايو/أيار عام 1902 زار فريق نادي برشلونة لكرة القدم الذي كان قد تأسس قبل عامين ونصف فقط، العاصمة مدريد لأول مرة، لمواجهة الفريق المدريدي المحلي، وهو نادي “مدريد” لكرة القدم، الذي تأسس قبل شهرين فقط، وكان أحد أكبر الأندية المحلية في ذلك الوقت، لم يكن أحد يتوقع أن تنطلق من هذه المباراة أعظم منافسة في تاريخ كرة القدم، حيث كانت هذه المباراة بالنسبة للفريق الكتالوني مجرد “مباراة عادية وسهلة” ضمن البطولة، في طريقهم إلى مواجهة نادي أتلتيك بلباو في النهائي، الذي كان يعتبر حينها أفضل فريق في إسبانيا، ترجع زيارة برشلونة لمناسبة نصف نهائي كأس “كوروناثيون”، التي اقيمت احتفالا بتتويج الملك ألفونسو الثالث عشر بعد بلوغه سن الرشد وكانت هذه البطولة الأولى التي تضم فرقاً من مختلف أنحاء إسبانيا.

ريال مدريد وبرشلونة

تأسس نادي برشلونة عام 1899 على يد مجموعة من الشباب الأجانب المقيمين في المدينة، نتيجة لزيادة شعبية كرة القدم والرياضات البريطانية في أوروبا، وقبل مواجهة “مدريد”، كان لبرشلونة تجربته في بطولة “كوبا ماكايا” التي نُظمت بين عامي 1900 و1903، والتي كانت تضم أندية من إقليم كتالونيا، وقد أسس نادي “مدريد” المهندس الإسباني خوليان بالاثيوس، الذي قدّم للفريق صفة رسمية بعد انتقاله إلى خوان بادروس.

عندما تجمعت الفرق للعب أول مباراة كلاسيكو، كان برشلونة يضم لاعبين سويسريين، ولاعباً ألمانياً، وثلاثة لاعبين إنجليز، بينما ضم فريق “مدريد” لاعباً أجنبياً واحداً، وكانت خبرة النادي المدريدي ضئيلة، إذ لم يشارك إلا في مباريات ودية قليلة محلية.

مضمار لسباق الخيل

أقيمت المباراة في الساعة الحادية عشرة صباحاً، على مضمار لسباق الخيل في منطقة لا كاستييانا، حيث يقع اليوم ملعب سانتياغو برنابيو، وكانت مساحة الملعب كبيرة، حيث كانت تستخدم روث الخيول كسماد، مما أدى إلى مخاطر صحية مثل مرض الكزاز، وقد سجل آرثر جونسون، اللاعب الأجنبي الوحيد في صفوف “لوس بلانكوس”، أول هدف في المباراة، ليصبح أول من هزّ الشباك في تاريخ الكلاسيكو، رغم أن المباراة انتهت بفوز برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ما ضمن تأهلهم إلى نهائي البطولة أمام “أتلتيك بلباو”، الذي أحرز اللقب لاحقاً.

تاريخ “العداء”

استمرت المواجهات بين الأندية الإسبانية فيما بعد، ومن عام 1902 حتى 1916 تقابل برشلونة ومدريد سبع مرات، حيث انتزع برشلونة خمس انتصارات، وحقق التعادل في مبارتين، لكن أول خلاف تحكيمي انتشر كان في اللقاء الثامن، الذي شهد تفاصيل مثيرة للجدل حول التحكيم، فعندما فاز برشلونة بمباراة الذهاب في 26 مارس/آذار 1916، ثم فاز ريال مدريد في الإياب بعد أسبوع، كان نتائج تلك المبارتين تتطلب إقامة مباراة فاصلة، أقيمت في 13 أبريل/نيسان، والتي شهدت اشتباكات وصراعات تحكيمية، حيث احتسب الحكم خوسيه أنجل بيراوندو ثلاث ركلات جزاء لصالح مدريد وألغى هدفاً لبرشلونة، مما أدى إلى انسحاب برشلونة من المباراة والبطولة تعبيراً عن احتجاجهم على التحكيم.

كيف أصبح الكلاسيكو بهذه الشهرة؟

تأسس الدوري الإسباني، المعروف باسم “لا ليغا”، عام 1929، مما ساهم في تنظيم المباريات بين برشلونة ومدريد بشكل أفضل، وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فرض ريال مدريد هيمنته بفوزه بخمس بطولات أوروبية متتالية، وكان هناك لاعبون أسطوريون مثل ألفريدو دي ستيفانو وفيرينتس بوشكاش، كما بدأت التنافسات تنمو بين الناديين، في ظل وجود أقطاب مميزة كيوهان كرويف في برشلونة وبول بريتنر في مدريد، واستمرت الفرق في التوقيع مع نجوم من مختلف أنحاء العالم، كما شهدت فترة “غالاكتيكوس” لريال مدريد بين عامي 2000 و2006، بينما كان في برشلونة أسماء مثل رونالدينيو وصامويل إيتو، مما زاد من الاهتمام العالمي بالمباريات بينهما، وعُرفت المباراة التي جرت في 23 أبريل/نيسان 2017 بأكثر مباراة كلاسيكو مشاهدة، حيث تم بثها في أكثر من 185 دولة تقريباً، ووجود جمهور بلغ حوالي 650 مليون مشاهد، وقد لعب الفريقان حتى الآن 261 مباراة كلاسيكو في جميع المسابقات، فاز منها ريال مدريد بـ105 مباريات، مقابل 104 لبرشلونة و52 تعادلاً، وكانت أكبر نتيجة تاريخية في الكلاسيكو بفوز ريال مدريد على برشلونة بنتيجة 11-1 في 13 يونيو/حزيران 1943، وهو ما تسببت فيه اتهامات بتدخلات سياسية من نظام فرانثيسكو فرانكو، والذي وضع ريال مدريد في موضع اتهام بـ”كونه نادي النظام”، وأثرت هذه الحادثة على سمعة النادي الملكي، حيث تساءل العديد من مشجعي برشلونة عن مصداقية الفوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى