عاشوراء كربلاء.. مراسم خالدة تروي قصة الحق ضد الباطل عبر الأجيال

ولا تقتصر إقامة الشعائر في محافظة كربلاء وحسب، بل تمتد الى أغلب البيوت العراقية في المحافظات العراقية، وربما لا يكاد يخلو بيتا في صباح العاشر من المحرم من صوت المقتل الحسيني “الشهير” في أجهزة التلفاز أو المذياع في البيوت العراقية، فضلا عن توقف شبه تام للأعمال وغلق جميع المحال التجارية.
كما أن الشعائر لا تقتصر على بلد واحد فحسب، وإنما تنتشر مظاهر العزاء الحسيني في اغلب مدن العالم، حيث ينطلق الموالون لأهل البيت عليهم السلام في مسيرات حاشدة متشحة بالسواد وترفع أعلام “يا لثارات الحسين” في شوارع المدن الأجنبية التي يسكنوها للتعبير عن حزنهم ومحافظتهم على هذه الشعائر وإن كانوا بعيدين عن كربلاء.
كما تشهد بعض الساحات المفتوحة ببعض المدن العراقية إقامة “التشابيه” وهي أشبه بالعرض المسرحي لأحداث معركة الطف وما جرى فيها من مآسي وأحزان، بقتل الإمام الحسين عليه السلام أصحابه وحرق خيام أهله، حيث تحظى هذه الشعيرة بتجمهر المئات من الناس حول هذه الساحات لمشاهدة العرض والتفاعل معه بالدموع.
ولعل “ركضة طويريج” هي من أشهر الشعائر الحسينية في يوم العاشر من شهر محرم، وهي شعيرة أنشأها “السيد صالح ابن مهدي بن حسن بن احمد الحسيني” الشهير بـ”القزويني”، الذي يعد من كبار علماء عصره، وهو اول من سكن منطقة طويريج (جنوبي كربلاء) وأول من عمَر بها، وكان منزله يحفل بجمهرة كبيرة من أهالي البلدة وغيره في أيام محرم الحرام من كل عام مشاركة في إقامة المآتم بذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام).
ويشارك في هذا العزاء من شتى انحاء العراق والزوار القاصدين له من خارج البلاد ويكون بعد صلاة الظهر من يوم عاشوراء.
وركضة طويريج تعد من أشهر الشعائر الحسينية على الإطلاق إذ يمتاز بركض الزائرين تعبيراً عن الاستجابة وتلبية لنداء الامام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء وهو “الا من ناصر ينصرني”.