«عقوبة قاتلة تعكر صفو الأخضر في مونديال الشباب»

بصمة اليهيبي لا تنقذ السعودية من هزيمة درامية
تعرض المنتخب السعودي تحت 20 عامًا لخسارة مؤلمة أمام نظيره النيجيري، بخمسة أهداف مقابل هدفين، فجر الجمعة، في ملعب فيسكال دي تالكا بتشيلي، وذلك ضمن الجولة الثانية من المجموعة السادسة في بطولة كأس العالم للشباب، كانت المباراة مثيرة ومليئة بالتنافس منذ بدايتها، حيث تشهد تقلبات كثيرة في النتيجة، وتضيع فرص مهمة للأخضر الشاب، قبل أن يحقق المنتخب النيجيري الفوز في آخر اللحظات، مما وضع الصقور في موقف شديد التعقيد يهدد مسيرتهم في البطولة.
بداية نيجيرية ورد سعودي
دخل المنتخب السعودي اللقاء بحماس كبير، وكاد أن يفتتح التسجيل مبكرًا بتسديدة قوية من بسام هزازي في الدقيقة الثامنة، لكن الحارس النيجيري أبعدها، وبعد دقيقتين فقط، استغلت نيجيريا سوء التمركز الدفاعي للأخضر وسجلت الهدف الأول عبر رأسية صالحو نصيرو عند الدقيقة 10، رد الصقور لم يتأخر، حيث هددوا المرمى النيجيري بمحاولتين خطيرتين؛ الأولى رأسية عواد أمان التي مرت بجوار القائم، ثم تسديدة صاروخية من راكان الغامدي ارتطمت بالعارضة في الدقيقة 18، وجاءت اللحظة المنتظرة عند الدقيقة 21، حين تمكن عمار اليهيبي من تسجيل أول أهداف السعودية في البطولة بعد تمريرة متقنة من ثامر الخيبري أسكنها الشباك ببراعة، ورغم التفوق السعودي الهجومي، عادت نيجيريا لتفاجئ الأخضر مجددًا في الدقيقة 38، عبر تسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة نفذها أموس أوشوش، أنهت الشوط الأول بتقدم النسور الخضراء 2-1.
حاجي يحيي الأمل
مع بداية الشوط الثاني، لجأ المدرب البرازيلي ماركوس سواريز إلى ورقة هجومية مؤثرة، حين دفع بالمهاجم الشاب طلال حاجي، الذي لم يحتج سوى دقائق قليلة ليترك بصمته، إذ ارتقى لرأسية رائعة عند الدقيقة 50 بعد عرضية متقنة من محمد برناوي، مسجلًا هدف التعادل الثاني للأخضر، وكاد حاجي أن يضاعف الفرحة السعودية بعد ثماني دقائق، حين سدد كرة قوية ارتطمت بالقائم، وفي الدقيقة 59، شهدت لحظة جدلية حين لجأ الحكم البرتغالي جواو بينيرو لتقنية الفيديو بعد سقوط اليهيبي داخل منطقة الجزاء، لكنه قرر عدم احتساب ركلة جزاء، وواصل الصقور ضغطهم المكثف، لكن التسرع في اللمسة الأخيرة وغياب التركيز حال دون استغلال الفرص الكثيرة، في وقت بدا فيه أن المباراة تتجه نحو التعادل.
لحظات قاتلة وهزيمة مؤلمة
وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، جاءت الضربة القاسية، حيث احتسب الحكم ركلة جزاء على عواد أمان بعد لمسة يد داخل المنطقة، انبرى لها دانيال بامي بنجاح، مسجلًا الهدف الثالث لنيجيريا، ليحقق منتخب بلاده فوزًا قاتلًا ويضاعف من معاناة الأخضر، ورغم مرارة الخسارة، خطف عمار اليهيبي الأنظار مجددًا بتألقه، حيث دوّن اسمه في تاريخ المنتخب بعدما سجل الهدف الحاسم في مرمى الصين خلال التصفيات الآسيوية في فبراير الماضي بالدقيقة (90+5)، ليقود السعودية إلى المونديال للمرة العاشرة، واليوم، واصل إثبات موهبته بتسجيل أول أهداف الأخضر في تشيلي.
تركت هذه الخسارة المنتخب السعودي في ذيل ترتيب المجموعة السادسة بلا نقاط بعد خسارتين متتاليتين (أمام كولومبيا ثم نيجيريا)، ولم يعد أمام الصقور سوى التمسك بالأمل الضئيل بالفوز على النرويج في الجولة الثالثة بفارق يزيد عن هدفين، مع انتظار سقوط نيجيريا أمام كولومبيا، من أجل المنافسة على بطاقة أفضل الثوالث المؤهلة إلى ثمن النهائي، وفي المقابل، رفع المنتخب النيجيري رصيده إلى 3 نقاط أنعشت آماله، بينما يتقاسم منتخبا كولومبيا والنرويج صدارة المجموعة بـ4 نقاط لكل منهما بعد تعادلهما السلبي في الجولة الثانية.
تصريحات ما بعد المباراة
أبدى المدرب ماركوس سواريز أسفه على ضياع الفوز قائلًا: “كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل، لكن الأخطاء الفردية المتكررة كلفتنا الكثير، يجب أن نتمسك بالأمل ونعمل بجد قبل المباراة الأخيرة”، وأضاف المدرب البرازيلي: “لست في موقع يسمح لي بالحديث عن صحة قرارات الحكم، لكننا ندرك أن التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق في بطولات كبرى مثل كأس العالم”، من جانبه، قال اللاعب زياد الغامدي: “قدمنا كل ما بوسعنا، لكن الحظ لم يكن بجانبنا، سنقاتل في المباراة المقبلة أمام النرويج وبحول الله سنعوض جماهيرنا”.
مواجهة مصيرية
وبذلك، باتت المواجهة المقبلة للأخضر أمام النرويج مصيرية لتحديد مصيره في البطولة، الفوز فقط، وبفارق كبير، قد يفتح باب التأهل للدور ثمن النهائي، أما أي تعثر جديد فسيعني نهاية المشوار المونديالي للشباب مبكرًا.