تجارة واعمال

محيي الدين: أعباء الدين المتزايدة تعرقل مساعي الدول النامية نحو التنمية المستدامة

الإصلاحات الجوهرية لنظام التمويل العالمي ضرورية لدعم التنمية في الدول النامية

من المهم سد الفجوة الرقمية لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة

خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة تيانجين الصينية، دعا الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، إلى تسريع الجهود في العمل المناخي والتحول نحو اقتصاديات أكثر استدامة. شدد على ضرورة إدخال إصلاحات هيكلية في نظام تمويل التنمية العالمي لتعزيز التعاون والعمل المشترك.

في نقاشاته حول مسارات التنمية المستدامة، أشار محيي الدين إلى التحديات التي تواجه تحقيق الأهداف بحلول عام 2030، حيث لاحظ تباطؤ التقدم، خاصة في الدول النامية. وحذر من الآثار السلبية الناتجة عن زيادة أعباء الديون وتراجع المساعدات التنموية، ما يعيق قدرة هذه الدول على الاستثمار في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية المستدامة. لذا، أكد على ضرورة زيادة التمويل باستخدام أدوات مبتكرة مثل التمويل المختلط لتسريع تحقيق أهداف التنمية.

وفي سياق تمويل العمل المناخي والتكيف، أكد محيي الدين أهمية زيادات التمويل المخصص لمواجهة تغير المناخ، خاصة بالنسبة للدول النامية الأكثر تأثرًا. أوضح أن الفجوة التمويلية لا تزال كبيرة، واقترح توجيه جزء أكبر من التمويل نحو مشروعات التكيف بدلاً من التركيز فقط على تخفيف الانبعاثات.

كما اقترح استخدام آليات تمويل مبتكرة مثل سندات التكيف والتأمين المناخي لتعزيز التدفقات المالية، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح شامل لهيكل الديون السيادية، بما يشمل تضمين بنود التكيف المناخي في اتفاقيات إعادة الجدولة لتخفيف الأعباء عن الدول التي تأثرت بالكوارث المناخية.

فيما يتعلق بإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، شدد محيي الدين على الحاجة إلى تغييرات جذرية في نماذج العمل لتعزيز فعالية هذه البنوك في تمويل التنمية المستدامة والعمل المناخي، مع التأكيد على ضرورة تحسين شروط التمويل لتكون أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات الدول النامية.

كما دعا إلى التركيز على المشروعات التي تؤثر تنمويًا وتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والأهداف البيئية. وتناول أهمية التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على ضرورة سد الفجوة الرقمية لضمان استفادة الجميع من الابتكارات التكنولوجية. وأشار إلى أن استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يمكن أن يسهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتعزيز التكيف المناخي.

في ختام مشاركته، أكد محيي الدين على أهمية تعزيز التعاون الدولي والشراكات متعددة الأطراف كوسيلة لمواجهة التحديات العالمية المعقدة، ولتحقيق مستقبل مستدام وشامل للجميع.

محمد الجوهري

كاتب صحفي أعمل لدي موقع القناص لدي خبرة تتعدي أعواما كثيرة عملت مع أكثر من موقع في المحتوي العربي شغوف بأخبار الرياضة
زر الذهاب إلى الأعلى