بروفايل

نعمان باشا الأعصر.. الرجل الذي مهد الطريق للصناعة الوطنية في المحلة الكبرى

يُعتبر نعمان باشا الأعصر أحد أبرز الشخصيات الوطنية التي ساهمت في دعم النهضة الصناعية في مصر خلال القرن العشرين. فبينما يُذكر اسم طلعت باشا حرب كأيقونة لإنشاء بنك مصر، لا يمكن أن نغفل دور صديقه المقرب نعمان باشا الأعصر، الذي قدّم تضحيات وعطاءات كانت حجر الأساس لإنجاح المشروع الصناعي العملاق في المحلة الكبرى.

عمدة المحلة الكبرى وصاحب الأرض التي صنعت التاريخ

كان نعمان باشا يشغل منصب عمدة المحلة الكبرى، وقد اشتهر هو وزوجته بكرمهما ودعمهما للمشروعات الوطنية. حينما قرر طلعت باشا حرب إنشاء مصنع للغزل والنسيج للحد من احتكار الشركات الأجنبية للأقطان المصرية، وقع الاختيار على أربع مناطق محتملة: أبو كبير (الشرقية)، سخا (كفر الشيخ)، سمنود (الغربية)، والمحلة الكبرى.

وبعد دراسة الجدوى، قرر نعمان باشا الأعصر شراء قطعة أرض مساحتها 32 فدانًا في المحلة بسعر 150 جنيهًا للفدان لتخصيصها لإنشاء المصنع. لكنه لم يكتفِ بذلك، بل قام <strongبالتبرع بـ600 فدان إضافية من أملاكه الخاصة، ليصل إجمالي المساحة المخصصة للمشروع إلى 630 فدانًا، ما جعله أكبر مشروع صناعي وطني في مصر آنذاك.

بنك مصر… بداية التوسع من خلال المحلة

لم يتوقف عطاؤه عند الأرض فقط، بل كان أيضًا وراء إنشاء ثاني فرع لبنك مصر على مستوى الجمهورية في مدينة المحلة الكبرى، دعمًا منه للمشروع الاقتصادي الوطني الذي كان طلعت باشا حرب يقوده.

الملك فؤاد وحفل الافتتاح

في حفل افتتاح شركة مصر للغزل والنسيج، حضر الملك فؤاد الأول، ملك مصر والسودان. استغل نعمان باشا هذه المناسبة لعرض فكرة تحويل استراحة الملك بالمحلة إلى نادٍ اجتماعي، وبالفعل قام بشرائها وتأسيس ما يُعرف اليوم بـنادي بلدية المحلة، ليكون أحد أوائل الأندية الاجتماعية في الدلتا.

مشروعات البنية التحتية: الطريق الدائري وتطوير الجسور

لم تكن مساهماته محصورة في المجال الصناعي فقط، فقد قام أيضًا بإنشاء الطريق الدائري حول مدينة المحلة، إلى جانب تجديد الكباري والجسور على بحر الملاح، ما ساهم في تعزيز البنية التحتية للمدينة وربطها بالطرق الحيوية لتواكب مكانتها الصناعية الجديدة.

ختامًا

إن الحديث عن طلعت باشا حرب لا يكتمل دون ذكر رفيقه وذراعه الخفية نعمان باشا الأعصر، الذي لم يدخر جهدًا في سبيل خدمة الوطن. تبرعه بالأرض، دعمه المالي، ومشاركته الفعالة في تطوير البنية التحتية للمحلة، جعلت منه أحد أعمدة النهضة الصناعية المصرية، ووضعت مدينة المحلة الكبرى على الخريطة العالمية كمركز رئيسي لصناعة الغزل والنسيج.

زر الذهاب إلى الأعلى